الثلاثاء، 25 يونيو 2013

الحلم العربى : هدم النظرية النسبية 1

البرت-اينشتاين-النظرية-النسبية
Albert Einstein 


يبدو ان هدم النظرية النسبية اصبح حلم يراود الكثير من العرب سواء كانوا هواة او مختصين او ممن قرأ مقالاً على النت يشرح النسبية فلم تعجبه النظرية او لم يفهم منها شئ فقرر فجأة ان يبنى نظريته الخاصة التى تثبت خطأ او تعدل على النظرية النسبية التى وضعها العالم الالمانى الشهير البرت اينشتاين .
تعود الاسباب فى رايى الشخصى المتواضع الى ان غموض هذه النظرية و سهولة فهم مبادئها - او كما يبدو انها سهلة - و شهرتها عن باقى النظريات العلمية التى تعتبر اكثر جدلاً من نسبية اينشتاين و البعض يعتبرها ارضاء لغروره فى انه يعدل على نظرية من اكثر من مائة عام وضعها اينشتاين فيكفى ان يقال فى صحفنا العربية "طالب عبقرى يعدل على النظرية النسبية" او "عالم عربى يهدم نظرية اينشتاين" و بالطبع ستنتشر الاخبار كالنار فى الهشيم و يشتهر اسم هذا الشخص على المنتديات و مواقع التواصل الاجتماعى و هذا هو احد اهم الاسباب و هو الشهرة (المؤقتة) و اكتساب "برستيج" بين اصدقائه و يصبح عبقرى الشلة.



هذا حالنا العرب نبحث عن هدم الاشياء لا تطويرها .

السؤال الاهم هنا لماذا لا تهدموا نظرية اخرى غير النسبية لماذا مثلا لا يطلع علينا شخص ما يعدل على نظرية المجال الكمومى ؟
الاجابة لانهم لم يستطيعوا فهمها و ايجاد ثغرة فيها او شئ للنقد مع العلم ان نظرية المجال الكمى اعقد من النسبية و ابعد منها الى التصور ; فنجد شخصاً مثلا لا يتصور كيف يتباطئ الزمن مع انه مفهوم يعتبر ابسط من مفاهيم اخرى فى نظرية المجال الكمومى لا داعى لذكرها هنا; و اذا قرر احد هدم نظرية المجال الكمى و فهمها فهماً صحيحاً  سيدرك حينها مدى اهمية و صحة النسبية و مدى صحة نظرية الكم و ايضأً المجال الكمى لان العلم لا يعرف النظرية الواحدة فمنذ اكثر من مائة عام تعمل النظريتان الاكثر اهمية فى العلوم و هما النسبية و الكم مع انهما متعارضتان في بعض الاشياء الا فسرا الكثير من الظواهر التى عجزت عنها الميكانيكا الكلاسيكية -التى فى نظر البعض اكثر منطقاً من النسبية-.

و من المفارقات انه عندما ظهرت اخبار عن نتائج بحثية تزعم بان هناك جسيمات نيوترينو تتحرك بسرعة اكبر من سرعة الضوء انتشر هذا الخبر كالنار فى الهشيم و ذيع فى كافة الصحف عن ان نظرية النسبية قد هدمت بفضل هذا الاكتشاف و لكن سرعان ما راجع علماء اخرون التجربة و اعادوها و وجدوا اخطاء فى الحسابات ادت الى الاعتقاد بان النيوترينو يتحرك بسرعة اكبر من سرعة الضوء .

و لكننى فى الحقيقة اتعجب من من يضع مثل هذه النظريات التى تهدم نظريات قائمة بالفعل لماذا لا يأتوا بتفسير اخر للظواهر العلمية التى فسرتها النسبية و لا يأتوا ببرهان عملى على فروضهم الجديدة.

و لكننى بقدر حنقى على من يدعون انهم هدموا النسبية او عدلوا عليها الا اننى التمس لهم عذر ان النسبية و النظريات الحديثة اصبحت تعتمد على الرياضيات اكثر من التخيل فبعضهم لا يملك الادوات الرياضية التى تمكنهم من فهم النسبية و البعض الاخر ما زال يعتمد على التخيل ; و ايضاً اقدر جهود بعض الطلبة و الغير مختصين فى محاولاتهم ايجاد نظريات جديدة و لكن لماذا لا نعمل نحن العرب على تطوير نظريات لتفسير ظواهر اكثر و تكون اكثر نفعاً من هدم نظريات قائمة بادلة علمية و تجريبية .

فى الجزء التالى من المقال سنتناول تبسيط للنسبية و بعض الادلة العلمية على صحتها .

صفحة مجلة العلوم على فيس بوك

هناك تعليق واحد :